تجكانت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
تجكانت

منتدى كل الجكانين في أنحاء العالم


2 مشترك

    قصة هدارة

    حمير
    حمير


    المساهمات : 27
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    قصة هدارة Empty قصة هدارة

    مُساهمة  حمير الأربعاء أغسطس 18, 2010 7:35 pm

    الرواية الأولى:
    رواية الطالب أخيار بن الشيخ مامينا آل سيدي ماء العينين التي ذكرها في كتابه "الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الإستعمار الأوروبي" كتب عنه قائلا:
    ((هدَّارَه بن آكريمشْ:من قبيلة إدِيشِلّي( )،من بطن أمحيْصرْ، قدم على قرية شنقيط يبحث عن ضالة من الإبل ، فصادف مجيئه قدوم الشيخ الطالب أخيار في مهمة من طرف والده الشيخ ماء العينين، فالتقى بهداره وقت صلاة العصر ودعا له الله أن يكون من عباده الصالحين، فلم يمض غير قليل حتى خرج هداره من القرية وتوجه إلى الشيخ ماء العينين في ناحية القريزيم قرب السمارة، وبايعه ومكث عنده مدة يحضر دروسه ومجالسه العلمية، ثم وقع فيه جذب شديد، وصار يفر من الناس ويحب العزلة والعبادة في الخلاء، وكان سريع العَدْو، وصارت الوحوش والسباع المفترسة تستأنس به وتساكنه وخاصة النعام،وأمضى زمنا طويلا في هذا وكان إذا أخذه الجذب يأكل الحنظل وورق العُشَر.وقد حدثني بهذا غير واحد ممن أدركه.وله قصص وحكايات مع الناس بمختلف طبقاتهم، والحيوانات البرية متواترة ومشتهرة في بلاد شنقيط والجنوب المغربي.توفي رحمه الله في حدود عام 1958م عن ثمانين سنة.)) ( ).
    وعلى هذه الرواية يكون سيدي هداره قد ولد عام 1295هـ/1878م.
    الرواية الثانية:
    رواية الشيخ الطالب محمد سالم بن ابراهيم التواتي
    الذي سمعها مباشرة بلا واسطة :
    يروي عنه الشيخ الفقيه محمد سالم بن ابراهيم ناظر الشؤون الدينية سابقا بولاية أدرار وعضو المجلس الإسلامي الأعلى وهو أحد أنجب تلاميذ العلامة سيدي محمد بلكبير رحمه الله تعالى، كما سمع هو نفسه من هدَّاره سنة 1378هـ/ 1958م لما قدم هداره إلى منطقة أدرار قادما إليها من قرية بني عباس رفقة صديق له وهو الحاج كروم العبَّاسي لزيارة صديقه الحاج أحمد أقاسم وهو تاجر معروف بأدرار فالتقى الراوي معه بدكان أقاسم المذكور حيث مكث هداره بأدرار في هذه الزيارة شهرين إلا أربعة أيام.
    وقال الراوي :إن هداره هذا اسمه امْحمد ولقب بهداره لما تكلّم في قومه بعد أن كانوا يظننوه أبكما.
    وقال الراوي المذكور : أن الحاج كروم العباسي المذكور كان يسمع عن أخبار هداره حسب ما ينقله بعض أعيان قبيلة الرڤيبات عندما يأتون إلى قرية بني عباس بوادي الساورة بولاية بشار ، وكان الحاج كروم هذا تاجرا مشهورا بها فكان يرسل لهداره الهدايا دون أن يره مع من يأتيه من الرڤيبات الذين كان هداره يساكنهم ، وما ذاك إلا محبة له وإكراما لما يسمع من أخباره وكرماته.
    وكانت تلك الهدايا عندما تصل إلى هداره يفرح بها ويقبلها ويدعو لصاحبها إلى أن شاءت الأقدار بسافر هدارة نفسه إلى قرية بني عباس ،وعند قدومه جلس عند دكان الحاج كروم المذكور وكان مغلقا فلما جاء صاحبه سأله من يكون فأخبره أنه هداره فسر به وضمه إليه وسلم عليه وسأله عن أحواله.
    فقام هداره بواجب الشكر له على ما كان يهديه من الهدايا ،وطلب منه مرافقته إلى أدرار لزيارة التاجر المعروف الحاج أحمد أقاسم حيث كان قد التقى به في سوق "بوبرنوس" وهو سوق كبير كان يعقد مرة في السنة فأهدى الحاج أحمد أقاسم به إلى هداره فراش زربية وتعارف عليه ووعده هداره بأن يزوره يوما ما إن شاء الله تعالى .
    وقبل الحاج كروم العباسي مرافقة هداره إلى توات لهذا الغرض النبيل،فلما وصلا أدرار صباحا اتجه هداره نحو دكان الحاج أحمد أقاسم فوجده مغلقا لأن صاحبه كان قد غاب عنه في شأن من شؤونه فمكث هداره قرب دكانه المغلق ينتظره فلم يقدم الحاج أحمد إلا في المساء فالتقى الأحبة وتجاذبا أطراف الحديث.
    فلما أذن مؤذن المغرب قام هداره ورفقاؤه للصلاة بالمسجد المعروف الآن (بجامع الجيلالي) الذي كان إمامه راوي هذه القصة الشيخ محمد سالم بن ابراهيم المذكور فلما سلم الإمام من صلاته وهو الراوي نفسه وخرج من المسجد فرأى هداره فتوسم به خيرا وعلم أنه من أهل الولاية والصلاح فأقبل نحوه فسلم عليه وعلى صاحبيه ، وان هداره كان يومها ضعيف البصر فلم يعلم أنه الإمام فلما أخبره زميله الحاج كروم العباسي بالأمر صافح الشيخ محمد سالم وقال لصاحبيه : " أبشروا بالخير فإن كلّ من صلى خلف هذا الإمام فصلاته صحيحة لأنه يحسن قراءة سورة الفاتحة كما أنزلت".
    ثم أدخل هداره يده في جيبه من عباءته جهة صدره ، فظن الشيخ محمد سالم رواي القصة أن هداره سيهديه شيئا ، لكن هداره أخرج سبحة وهي عبارة عن خيط به 100 عقدة فمسح به وجه الشيخ محمد سالم فوجد الشيخ رائحة طيبة ما شمَّ قط مثلها ، فقال له هداره :"إن هذا الخيط هو من عمامة شيخي سيدي ماء العينين مصطفى بن محمد فاضل رضي الله عنه"،ثم قال له:"إن سيدي ماء العينين أخرج من ڤاشوشو (أي من صدره) 90 كتابا من كتب العلم فهل عندكم شيئا منها ؟".
    فأجاب الشيخ محمد سالم بأن عنده منها فقط" كتابه نعت البدايات وتوصيف النهايات".
    فابتسم حينها هداره وقال له :"إنك إذا لست من الُمنَكِّرين " أي لست من الذين لا يؤمنون بكرامات أولياء الله وينكرون عليهم أحوالهم.
    يقول الراوي : أنه بعد هذا اللقاء الأول المشوق كان يزوره عند محل نزوله عند الحاج أحمد أقاسم وأنه زاره ذات ليلة فوجده يذكر الله بالهيللة بتلك السبحة المباركة فسأله: "هل الناس نيام أم قيام؟"، فأجابه صاحبنا أن: منهم من نام ومنهم من لم ينم، فقال له هداره: "أما أنا فلا أنام الليل بل أحييه بالذكر والعبادة".
    وقال الراوي: أنه في هذه الزيارة أجريت لهداره عملية جراحية ببصره بأدرار فعاد إليه بصره بعد أن كاد يفقده.
    ويقول أيضا :أن أسنان هداره يومها كانت صحيحة كاملة وأن عمره يومها عام 1378هـ/ 1958م كان 145 سنة كما أخبره هو بنفسه وأن شعره كان طويلا أسودا لا شيب به فلما سأله الحاج كروم العباسي عن ذلك قال له :"إن شيخي ماء العينين مسح بكفه على رأسي وقال لي إني لأرجو من الله عز وجل أن لا ينهدم رأسك (رجيت في مولانا أن هذا الراس ما ينهدم) فكان كذلك".
    وذكر الراوي : أن طعام هداره بسيطا وربما اكتفى في منتصف النهار بشيء من الماء المحلى بالسكر وشيء من دقيق الشعير ، وكان يحب الحليب وكان الراوي يكرمه بشيء من حليب معزة كانت له.
    وذكر الراوي أيضا : أن ذات يوم في مدة إقامة هداره بأدرار كان يجالسه في أحد المجلس فأقبل فيه بعض أهل الإنكار الذين ينكرون على المتصوفة فلما رآهم يتحلقون حول هداره ومدى اعتقادهم فيه ، خرج الرجل من عندهم كالمتهكم ، فقال هداره للراوي باللسان الدارج :" هذا من أهل الإنكار وبو ميّة ينزار"، أي أن هذا المنكر عليكم أما كان يكفيه زيارة من بلغ سن المائة من عمره للفائدة ولو لم يكن من أهل الولاية بل السن المتقدم وحده كاف في نفع زيارته .
    ثم يقول أيضا :أنه مدة زيارة هداره هذه لأدرار في العام 1378هـ/ 1958م وهو نفس العام الذي توفي فيه هداره التقى به ذات يوم رفقة شيخ الراوي سيدي محمد بلكبير رحمه الله تعالى ، فقال هداره لسيدي محمد بلكبير:"إن تلميذك(يقصد بذلك الراوي محمد سالم) يرجو مني دعوة خير فأعطه أنت أولا وأنا أتمم"، فقال له الشيخ سيدي محمد بلكبير: "إنني أنا وتلميذي هذا نطلبها منك" ، فتبسم هداره ورفع يديه ودعا لهما بالخير.
    ثم إن الراوي الشيخ محمد سالم لما كان يزور هداره في محل إقامته بأدرار المذكور كان يصاحب معه دفترا يكتب فيه أخبار ومناقب هداره حسبما يحدثه هو بنفسه بها فأذن له في الكتبت عنه والتحديث بذلك.
    وذكر الراوي أن ذاك الدفتر الذي دون فيه أخبار هداره والذي كان يعرض على هداره ما كتبه فيه وكان هداره يجيزه فيه ، قد أعاره إلى أحد الناس نسي من يكون فلم يرجعه له إل الان وهذه آفة الكتب المعارة ولله الأمر من قبل ومن بعد ، لكن الراوي تذكر هذه نبذة مما كتب في ذاك الدفتر جادت بها ذاكرته ولم يطلها النسيان فقال قال لي هدارة ما خلاصته:
    (( إسمي امْحَمد وأما هداره فلقب اشتهرت به، وعمري اليوم هو 145 سنة( )، أصلي من قبيلة إدِيشِلّي، كان أهلي يساكنون بعض عرب الرڤيبات بموضع يسمى تينفوشاي وكانت مساكننا بالخيام ثم وقعت فتن بين بعض القبائل ، فهرب الناس وهربت بي أمي وعمري يومئذ 11 شهرا ( ) ثم لهول الواقعة لما ابتعد قومي تركوني بموضع ، فلمّا رجعوا لم يجدوني به فافتقدوني يومها إلى أن شاء الله الملقى بهم بعد حين من الدهر.
    ويوم افتقدت أهلي حبوت بموضع فجاءت طيور النعام وأحاطت بي واحتضنتني نعامة منها فتدفأت تحتها،و بقيت مع النعام مستأنسا بها ولم تؤذيني قط بل كنت كأني من ولدها .
    وكان يأتي إلينا يوميا "أرڤاج"( ) (أي رجل بلغة البربر كذا لهجة الحسانية) بهي الطلعة لا تفر منه النعام بل تقبل إليه تشمه وتحييه بتحيتها الخاصة.
    فقام هذا الرجل نحوي وختنني من يومها دون أن أحس بألم ورش موضع الختان بماء ، هذا في أول يوم التقيت به ثم بصق في فمي ثاني يوم.
    وكان الرجل هذا إذا مشى لا يترك أثرا لمشيه على الأرض،وكنت أتقوت مما يسوقه الله تعالى إلي من القوت ، ومنه أنني كنت إذا جعت مصصت ابهمي اليمنى فأجد بها حليبا أشرب منه حتى أشبع.
    وكان الرجل المذكور بعدها يأتيني يوميا فيعلمني العلوم كاتبا لي على أوراق الشجر والحجر بسمخ (حبر) شديد السواد.
    ومما درست عليه من العلوم مختصر الأخضري في العبادات ومتن ابن عاشر ورسالة ابن أبي زيد القيرواني -كلها على مذهب الإمام مالك- وبعض المتون الأخرى وقد حفظت هذه المتون حفظا جيدا كما حفظني الرجل ثلاثة أرباع القرآن من سورة الناس إلى سورة الأعراف.
    وبقيت بالقفار مع النعام ماشاء الله تعالى إلى أن قاربت البلوغ ،وكان أهلي قد يئسوا من بقائي على قيد الحياة بعد أن أعياهم البحث عني.
    وذات يوم خرج صياد من رجال الصحراء فرأى آثار النعام واستغرب لرؤية آثار مشي أقدامي مع هذه الطيور حيث كنت أمشي حافي القدمين وإلى اليوم كذلك لا أمشي إلا حافيا صيفا وشتاءً.
    وكان هذا الرجل خرِّيتا يعلم القيافة ، فتفرس في آثار مشيي وعرف أنني من قبيلة إدِيشِلّي ، فأخبر أهلي بذلك فتعجبوا من كوني على قيد الحياة بعد طول المدة والغيبة.
    فلما ذهبوا إلى الموضع علمت طيور النعام أن الرجال يقتربون من موضعها فرحلت إلى موضع آخر.
    وبعد مدة اهتدى الصياد إلى فكرة تبعد رعاة الإبل عن المنطقة، فأشاع في الناس أن بالمنطقة شجرا مسموما إذا أكلت منه الإبل ماتت من حينها ، وهذا حتى لا تفر طيور النعام من الموضع مبتعدة إلى غيره.
    ثم بعد مدة رجعت النعام إلى موضعها فجاء الصياد رفقة رجال من قبيلتي مختفين فتسللوا إلى عش النعام فلما رآهم "الظلِيم"(ذكر النعام ويقال له باللغة العربية الظيلم) ضربني بجناحه كي استيقظ وقد كان وقت الضحى لكن الرجال التفوا حولي والقوا القبض علي،ثم تعرف علي أهلي لشجة كانت برأسي أيام صغري تعرفها أمي.
    ولما عشت مع أهلي تظاهرت أنني لا أفصح الكلام كأني أبكم، وكنت إذا نام الناس قمتُ في الخيمة أتهجد ليلا وأقرأ القرآن.
    وذات ليلة قام رجل صالح من القبيلة يتهجد هو الآخر فسمع صوتي وأنا أقرأ القرآن ،فتعجب من ذلك إذ لا يوجد في القبيلة من كان يحفظ القرآن كاملا يومها، فاقترب من خيمتي فتأكد من كوني أنا القارىء، فأخبر أهلي صبيحتها بما رأى وسمع، فجاءني والدي لثاني ليلة بعد أن سمع قراءتي فقال لي مناديا لي باسمي:" يا امحمد سألتك بالله تعالى إلا تكلمت معي".
    فلم إلا أقدر على عدم الرد عليه ،فأجبته قائلا : " لا إله إلا الله محمد رسول الله،ما ذا تصنعون بكلامي؟ ".
    ففرح والدي وعانقني وبعد هذه الواقعة لقبتُ بهدّاره أي لما تكلمت بعد أن كان الناس يظنوني أبكم لا أهْدِرُ الكلام.
    ثم بقيت مع أهلي مدة فأرسلني والدي إلى الشيخ ماء العينين ( ) مصطفى بن محمد فاضل الولي الصالح إلى زاويته بالساقية الحمراء لأكمل دراستي عنده، فرحب الشيخ بي وأحبني حبا وكان يقدمني على كثير من تلامذته حتى سأله من اغتبطني منهم عن سبب حبه لي وتقديمي على غيري،فقال لهم الشيخ: "من عنده عسل حر أيضعه في الجلد المدبوغ أم في ذاك الذي لم يدبغ بعد؟"، فأجابوه: "يضعه في المدبوغ يا سيدي".
    فقال لهم: "امحمد جلده مدبوغ جاهز لوضع العسل فيه،وأما غيره فمنهم من لم يدبغ جلده بعد"، وهذه العبارة تفيد أنني كنت في مقام لم يكن ينقصني فيه إلا تكميل سيدي ماء العينين له.
    فبقيت مدة أدرس عند الشيخ ماء العينين ، وكان رضي الله عنه قد مسح بكفه على شعر رأسي فلم يشب شعر رأسي إلى اليوم، وما ذاك إلا ببركته وهذا بعض كراماته التي لا تحصى.وقد حججت مع سيدي ماء العينين حجتي الأولى( ).
    ثم بعد وفاة سيدي ماء العينين( )رجعت مرة أخرى إلى الحج وقد أدركت بالحجاز حرب الإنڤليز فشاركت مع شريف مكة ( ) في حربه لما أخرجوه من مكة وكان الرصاص إذا أصابني ترك أثرا طفيفا بفخذي ويسقط من حينه ( ).ثم رجعت إلى أهلي بعد حجتي هذه ولم أكن قد تزوجت بعد، فأقمت معهم إلى أن قامت فتنة بين الرڤيبات ، فخرجت من تلك الليلة مغاضبا ، بعد أن رأيت في منامي رجلا قال لي إن الشيخ ماء العينين يقول لك: " اخرج من هنا وسر على بركة الله".
    فمشيت الليل كله إلى أن أدركني الصبح وأنا في أمنيتي أن أرجع لأعيش مع طيور النعام كما عشت معها في صِباي. فأدركني العطش حتى أشرفت على الهلاك فحفرت حفرة ونمت على خذي انتظر مفارقة الروح فإذا بي أرى رجلا يناديني: " لم يحن بعد وقت وفاتك يا هداره، قم فكل من تلك الضمرانة (شجرة من أشجار الصحراء) ومص ابهمك فستجد به اللبن".
    ففعلت ما أمرني به ذلك الرجل بعد أن شعرت أن كتفي ثقلت علي، فمصصت إبهمي فوجدت به اللبن وأكلت من تلك الضمرانة -وأنا منذ هذه ستين سنة أمص اللبن من إبهمي ولله الحمد-( ) فعادت إلي الحياة وكأنما نشطت من عقال، ثم أبصرت من بعيد سوادا مستقرا فظننته خيمة فلما دنوت منه وجدته الظليم (ذكر النعام ) الذي عايشته في صغري فأقبلت نحوه وعانقته وبقيتُ مرة أخرى مع النعام مدة إلى أن سمعت هاتفا يقول لي: "إن الشيخ ماء العينين يأمرك يا هداره بأن تُخالط النّاس فإنه سيكون لك من الولد".
    فرجعت بعد هذا النداء إلى قومي وعايشتهم ثم تزوجت ورزقت أولادا ولله الحمد )). انتهى هنا كلام هداره برواية الشيخ الحاج سالم عنه كما سمعه منه الاستاذ عبد الله حمادي الإدريسي وتصرف في عبارتها.
    وذكر الراوي الشيخ محمد سالم بن ابراهيم أنه هو الذي أخذ الصور الفوتوغرافية الوحيدة والنادرة لهداره لما التقى به في أدرار عام 1958م ومنها تلك الواقف بها وهو يحمل إبريق الشاي وقربة الماء حافي القدمين كاشفا عن ساقيه حاسر الرأس أسود الشعر منه شائب اللحية صحيح الأسنان لم يسقط منها شيء كما رآها الراوي والمصور هو بنفسه.
    وكذا التقط الراوي لهداره صورة أخرى فيها هداره جالس ومعه أحد تلاميذ الراوي الشيخ محمد سالم يحلق له بعض شعره.
    وذكر لي الراوي الشيخ سالم أنه لما التقى به ذكر له أن له ولدا رضيعا بمدينة تيندوف أو بناحيتها.
    ويذكر الراوي أن هداره مكث في زيارته مدة شهرين إلا أربعة أيام. وقد رأى الراوي هداره يكثر من ذكر الله تعالى لا تفارق السبحة يده، وكان هداره يقول الشعر بالدارجة الحسانية وكذا باللغة الفصيحة وله أشعار سمعها الراوي منه ودوّن بعضها في دفتر مناقبه المفقود.
    الرواية الثالثة:
    حسب رواية صهره الشيخ الغزواني على ما سمعه من أخباره
    يخبر عن سيدي هداره أيضا صهره الشيخ الغزواني الساكن بنواحي تيندوف والذي عاشره مدة طويلة حسبما سمع منه مستجوبه الاستاذ علي سالم الفقير مدير الثقافة لولاية تيندوف سابقا ، ونشر ذلك في مقاله في مجلة الملقى التيندوفية سنة 1998م وفيها أخبارا لا تختلف في مضمونها عما ذكرناه سابقا إلا أنه ذكر أن :
    ((كان سبب تيه سيدي هداره في صغره هبوب عاصفة ليلا على قومه في موضع من مواضع ترحالهم مما استيحلت في تلك اليلة الرؤية فضاع لحبوه بعيدا وهو في سن الرضاع يومها ولم يهتد أهله إلى محله إلى أن وجدوه مع طيور النعام وعمره 18 سنة، فوجدوه أبكم لا يفصح كلاما طويل شعر الرأس الأسود الناعم، فبقي على حاله مع أهله إلى أن أشارت عليهم عجوز بأن يربطوا قدميه بحبل ويدلوه في قعر بئر وعندها صرخ في البئر محدثا أصواتا غريبة فقال: " يالله،يا الشيخ محمد معروف".وهكذا اندمج هداره في حياة المجتمع الإنساني بعد أن كان مع النعام فقص شعره الطويل إلا أنه بقي محافظا على بعض الحركات التي اكتسبها من طيور النعام كالعدو الشديد حتى كان يقال له الغزال لفرطه فيه وكان يحاكي أحيانا مشي النعام.ثم ذهب به أهله إلى سيدي ماء العينين فدرس عنده علوم الدين.وتزوج زواجه الأول بامرأة ثم بثانية تسمى خروبة بنت الشيخ فأنجب منها ولدان هما: أحمد والنعمة هذا الأخير لا يزال على قيد الحياة بموريتانيا.وله ولد آخر اسمه ماء العينين إلا أنه توفي.ومن كراماته أنه كان يلمس بعض المرضى بكفه فيرزقهم الله الشفاء ببركته،وكان إذا غضب أو أُغْضب صرخ بأصوات غريبة ويكرر هذه العبارة:"يا الله،يا نعامة،يا شيخي ماء العينين".توفي رحمه الله من غير علة وعمره نحو 120 سنة( ) وقبره بأعالي وادي قراير العرق في رأس وادي القنطار يزار إلى اليوم للبركة.ويقال أن في إبهمه الأيمن ثقب صغير يحدث هداره أنه كان يمص منه اللبن في صباه وحتى في كبره لو عطش والله تعالى أعلم.)).اهـ من كلام الغزواني ملخصا برواية علي سالم الفقير( ).
    الرواية الرابعة:
    رواية الشيخ ديدة حباب ولد الصالح ولد أحمد ديدة الجكني:
    والذي التقى مع هدارة مراتين احدهما في الأربعينات والأخرى سنة 1952 حيث نزل هدرة ضيفا على خيمتهم في بادية تيندوف ، وذكر أنه أقام عندهم ليلتين أو ثلاث ، وأنه قد لفت انتباهه بكثرة أحواله وجذباته ، وأنه كان طويلا وكث الشعر الرأس أسوده ، وأنه كان يتكلام في برموز لا تفهم ، وكان ينزوي مرات ليأكل نبتتة "العڤاية "ونحوها من كلأ الدواب، كالطلح الشائك والحنظل الشديد المرارة ولا يتأذى من ذلك. قال ورأيته يقلد مشيت النعام .
    وذكر الشيخ حباب أيضا: أنه قد انتبه إلى أن أحد أصابع يد هداره لينا بشكل عجيب وأنه يشبه ثدي الرضاعة. وأنه سمع أنه مدفون بواد من وديان تيندوف على مسافة 50 أو 40 كلم.
    الرواية الخامسة:
    رواية الحاج مبروك بوعزيز التيمغاريني الساوري
    وهذه الرواية يحدثنا بها السيد مبروك بوعزيز الساكن بتيمغارين التابعة لقصر لقصابي بوادي الساورة بولاية بشار والذي أقام طويلا بالمدينة المنورة مصاحبا بها للشناقطة الموريتانيين بها في حارتهم ، وكان قد التقى عام 1993م برجل شنقيطي مسن من ساكنة المدينة المنورة ، ربما كان عمره يقارب 90 سنة وعليه يكون ميلاده حوالي 1903م اسمه الحاج محمد ولد سيدي باي كان قد أخبره أنه التقى بهداره في المدينة المنورة عندما قدم حاجا على قدميه حافيهما لا يركب حافلات ولا سيارات حتى أكمل جميع مناسكه راجلا ثم عاد إلى بلده.
    نقول : ربما كان هذا في حجته التي قاتل فيها في صفوف الملك شريف مكة المذكور ضد الأتراك والذي تغلب عليه آل سعود كما قلنا سابقا سنة 1343هـ/1924م فأخرج من مكة وكان قد بدأ قتال الترك بالحجاز بدعم من الإنڤليز في شعبان من سنة 1334هـ/1916م.وعليه يكون هداره قد حج حجته الثانية سنة 1334هـ/1916م لكونه ذكر في روايته السابقة حسبما سمع منه الحاج سالم بن ابراهيم أنه " قاتل مع شريف مكة في حرب الإنڤليز" وهو يشير بهذا إلى فترة الحرب العالمية الأولى التي دامة لفترة (1914م-1917م )،والله تعالى أعلم، فيكون الراوي الشنقيطي المذكور قد التقى به مراهقا دون البلوغ وعمره 13 سنة أو تزيد.
    الرواية السادسة:
    حسب ما كتبته عنه الكاتبة السويدية
    "مونيكا زاك "على ما سمعته من أخباره بواسطة ابنه أحمدُّو:
    كتبت الكاتبة السويدية مونيكا زاك المختص في الأساطير الشعبية كتابا حول حياة قصة هدارة سمّته "الولد الذي عاش مع النعام" على ما سمعته من ولده أحمدُّو الذي التقت معه في مخيمات البوليزاريو بتيندوف عام 1993م كما أخبرت بذلك هي في كتابها المذكور.فكتبت قصته من رؤيتها هي في اعتقادها حيث سردتها سرد القصص الأسطورية وذكرت أن اسم والد هداره هو محمد واسم أم هداره هو فاطمة،وأنه لما وجده أهله بعد الغيبة الطويلة مع النعام وجدوه أبكم لا يتكلم فأخذوه إلى سيدي ماء العينين المذكور بالساقية الحمراء وهو طفل فأمرهم ماء العينين بربط قدميه بحبل وأن يدلى معكوسا مربوطا داخل بئر فتكلم من حينها وتعلم لغة الناس بعد المخالطة. وذكرت أنها تمنت لو وجدت له صورة.وذاك أنه يومها ربما لم تكن صورة هداره الفوتوغرافية قد راجت بين الأيدي.وسبق وأن ذكرنا أن الحاج الشيخ محمد سالم بن ابراهيم هو من التقط له الصورتين الوحيدتين والناذرتين المذكورتين.
    هذا وقد تُرجم كتاب منويكا زاك المذكور إلى العربية وطبع بالجزائر ( ).
    الروايات أخرى متفرقة:
    يذكر أعيان بلبالة أن هدارة كان ينزل بمنزله بقصر سيدي زكري عندما يقدم إلى تبلبالة وكان هداره يجلس تحت شجرة طلح كبيرة تسمى ب "طلحة سيدي علي بن ناصر" غير بعيدة من القصر المذكور فيذكر تحتها ويتهجد ، وقيل أنه أخبرهم أن أهل الديوان وأهل الله يعقدون تحتها مجلسهم أحيانا.
    وحدثني الاستاذ خونا أحمد محمود أنه إلتقى في بلبالة بالشيخ السيديد وهو من الذين رافقوا هدارة في قرية سيدي منير زمن الاستعمار الفرنسي ، وكان يومها مجندا معهم فذكر أن قوات المستعمر الفرنسي قد استرابت من أمر هدارة وكانت تتبعه أثناء جذبه وتظن أنه من المقاومين الذين يتظاهرون بالتخفي، قال وكنت أنا أتبعه لأناوله الماء لأني أعرف طبعه فكان عندما تعطيه الماء يتمضمض ويعود إلى حاله ويكف عن أكل الاعشاب.
    وأضاف الشيخ السديد أن هدارة عندما يكون في حالة صفائه ربما يحكي بعض أسراره الربانية لمن يحب من الناس ، وذلك عندما يخرج تلك السبحة المعڤّده أي ذات العقد،فيحدثك في شيء من أسراره ثم يسكت عنك ويبتسم ويقول لك هل أزيدك ؟
    وذكر الشيخ السديد في هذا الصدد أن هدارة أوصاه باستحضار معنيين لن ينساهما أبدا فقال له " حافظ على ذكر الله تعالى ولا تتوكل على غيره سبحانه"
    ومن ناحية أخرى تذكر الرويات الشفوية أيضا أن هداره كان يقول أحيانا وباللسان العامي بعد أن خالط الناس (( توحشت امياتي النعامات))،أي اشتقت إلى أمهاتي النعامات التي تربى في أعشاشها وتحت ريشها في صغره وصحبها في كبره بعد جذبه الثاني.
    وتذكر أيضا الرويات الشفوية أن هداره ترك أولادا منهم من يسكن حاليا بمخيمات اللاجئين الصحراويين بها، ومنهم من يسكن بموريتانيا مع قبيلته.
    وقيل أن في موريتانيا له ولد ورث بعض أحواله من أكل الحنظل وشوك شجر الطلح وقد أخبر هداره في حياته أن ولده هذا هو الوارث لسره والله تعالى أعلم.
    خاتمة وخلاصة تتضمن مناقشة الروايات المتحدثة
    عن قصة سيدي هداره والجمع بين بعضها:
    بعد ما سردنا الروايات السالفة حول قصة هذه الشخصية، يترجح لدينا الأخذ برواية الشيخ محمد سالم بن ابراهيم لأنها سمعتْ من صاحبها بلا واسطة كما جزم الراوي بذلك، لأنه من أهل العلم والفضل وما جاء فيها من الغرابة فهو ربما من كرامات الأولياء التي لا تنكر والله على ما يشاء قدير،وعليه يترجح أن هداره رحمه الله تعالى قد عمّر طويلا ومات سنة 1378هـ/1958م وعمره حينها ربما بلغ 145 سنة.
    ويبقى الجمع بين رواية الطالب أخيار المذكورة وبين رواية الشيخ محمد سالم بن ابراهيم حيث يمكن القول أن هداره حصل له جمعان مع النعام.
    الجمع الأول لما كان صغيرا ، والجمع الثاني بعد رجوعه من عند ماء العينين وبعد حجته الثانية أي بعد سنة 1334هـ/1916م كما أفادته رواية الشيخ محمد سالم بن ابراهيم حيث أخذه الجذب فرجع إلى القفار مع النعام ،وهذا ما ذكرته السويدية مونيكا زاك سماعا من ولده أحمدو المذكور أنه حدثها أن والده وقعت له غيبة أخرى في كبره مع النعام ووحوش الصحراء ثم رجع رحمه الله إلى سلوكه آخر حياته بعد جذبه الثاني والله تعالى أعلم.
    -----------------------------------------------------------------------------------------------------
    (1 )- وهي من قبائل شنقيط (موريتانيا) البدوية.أنظر مزيدا عنها : أحمد بن الأمين الشنقيطي (نزيل القاهرة)، في كتابه "الوسيط في تراجم أدباء شنقيط"،الطبعة الأولى 1329هـ/1911م،المطبعة الجمالية،القاهرة-مصر.ص471.
    (2 )-أنظر: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا آل الشيخ ماء العينين، في كتابه "الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الإستعمار الأوروبي"، الطبعة الأولى 2005م، منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتبادل الثقافي،مطبعة بني ازناسن،سلا-المغرب.ج1/ص481.
    ( 3)- الكلام هنا عام 1378هـ/ 1958م كما سبق ذكره، وعليه وحسب هذه الرواية يكون سيدي هداره قد ولد سنة 1228هـ/1813م.
    ( 4)-حسب كون سن هداره عام 1378هـ/ 1958م هو 145 سنة تكون الواقعة المشار لها أعلاه وقعت في حدود عام 1229هـ/1814م,والله تعالى أعلم.
    (5 )-قال الراوي الحاج سالم بن ابراهيم: هذا الرجل يترجح كونه سيدنا الخضر عليه السلام صاحب القصة مع سيدنا موسى عليه السلام.
    قلت:وقد يكون سيدنا الخضر كان يأتي معلما لهداره باسم "محمد معروف" على ما سنذكره لاحقا أعلاه من أخبار سيدي هداره.وسيأتي معنا لاحقا الحديث عن سيدنا الخضر عليه لسلام وأنه حي الآن على مذهب جمهور أهل العلم والمعرفة والبصيرة من أولياء الله تعالى.
    ( 6)- ماء العينين أنه ولد سنة 1236هـ/1820م.
    تفيدنا هذه الرواية من الشيخ سالم بن ابراهيم أن ميلاد هداره كان في حدود سنة 1228هـ/1813م فيكون هداره يكبر ماء العينين بنحو 8 سنوات أو 7 سنوات، أي أن التلميذ أكبر من شيخه وهذا يقع كثيرا.
    وأما عن دار سيدي ماء العينين و التي بناها بالساقية الحمراء بعد أن كان بالحوض بشنقيط مع والديه وقبيله فذكر الطالب أخيار أن هذه الدار التي صارت زاوية كبيرة بناها الشيخ ماء العينين عام 1281هـ/1864م بالقرب من ضريح الولي الصالح الشيخ سيدي أحمد العروسي بجانب وادي الساقية الحمراء الشمالي عند مصب الأودية المسماة آسْدَمات. أنظر:
    -الطالب أخيار بن الشيخ مامينا آل الشيخ ماء العينين، الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الإستعمار الأوروبي.ج1/ص 65. المرجع السابق.
    ويذكر الطالب أخيار أيضا أن أول بناء سيدي ماء العينين لحاضرة السمارة التي عمرها بالبناء والغرس بالصحراء الغربية كان في أوائل محرم 1316هـ/ماي 1898م والتي تكامل بناء قصبتها ودخول ماء العينين لها في أواخر محرم 1321هـ/أبريل 1903م فكانت من الشهرة بمكان حيث توافدت عليه وفود الطلبة والزوار والضيوف ما حارت فيه العقول والأفهام وكل يحصل ما جاء من أجله.أنظر:
    -الطالب أخيار بن الشيخ مامينا آل الشيخ ماء العينين, الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الإستعمار الأوروبي.ج1/صص 80-95.المرجع السابق.
    وعليه يكون هداره حسب رواية الشيخ سالم أعلاه قد سافر كبيرا إلى سيدي ماء العينين للتتلمذ عليه دون أن يكون في حاجة إلى من يرسله إليه.
    (7 )- ذكر الطالب أخيار أن سفر الشيخ سيدي ماء العينين إلى الحج كان مبدءه بتاريخ يوم الخميس 28 جمادى الأولى عام 1274هـ/2يناير 1858م وعمره يومها 38 سنة رفقة بعض مريديه وتلامذته وقد شملت رحلته الحجية عدة مدن وكان قد ركب الباخرة من طنجة مبحرا نحو الإسكندرية بتاريخ 4 شوال 1274هـ/19 ماي 1858م فوصل الإسكندرية بعد 14 يوما حيث وصلها يوم 14 شوال من السنة ثم سافر إلى مكة والتي وصلها يوم 22 ذي القعدة من السنة.ثم وبعد أن أدّى فرضه أبحر من الأسكندرية إلى طنجة كذهابه فوصلها يوم 24 شعبان عام 1275هـ/2 أبريل 1859م،ثم منها إلى مراكش والتي غادرها بعد إقامة نحو الجنوب يوم الإثنين 10 ذي القعدة عام 1275هـ/14 جوان 1859م.
    وعلى ما تقوله هذه الرواية أعلاه يكون هداره قد حج حجته الأولى مع سيدي ماء العينين سنة 1274هـ/1858م وعمر هداره يومها 46 سنة أو 45 سنة.
    (8 )-وقد توفي الشيخ سيدي ماء العينين عام 1328هـ/1910م بتيزنيت بجنوب المغرب الأقصى.
    ( 9)- هوشريف مكة الملك الحسين بن علي الحسني الهاشمي، ولد بتركيا سنة 1270هـ/1854م ،وهو أول من قام في الحجاز باستقلال العرب عن الترك وأطلق رصاصته الأولى للثورة العربية بمكة في 9 شعبان 1334هـ /1916 م محاصرا من كان بالحجاز من الأتراك إبان الحرب العالمية الأولى(1332هـ/1914م-1335هـ/ 1917م) بدعم له من الإنڤليز المعادين يومها للترك العثمانيين، فأمدوه بالمال والسلاح ولقب بالملك المنقذ. ثم بعد أحداث وأحداث تغلب عليه آل سعود فأخرج من مكة سنة 1343هـ/1924م مغادرا الحجاز فوصل إلى جزيرة قبرص سنة 1344هـ/1925م. وهو آخر من حكم مكة من الأشراف الهاشميين، وتوفي بعمان بالأردن عام 1350 هـ/1931م ودفن بالقدس الشريف.وهو جد السلالة الحاكمة بالأردن اليوم.انظر:-خير الدين الزركلي،الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين،الطبعة الخامسة عشرة 2002م،دار العلم للملايين،بيروت-لبنان.ج2/صص 249-250.
    ( 10)- يذكر الراوي الشيخ سالم بن ابراهيم أنه رأى في فخذ هدارة آثار ثقب للرصاص عندما التقى به.
    ( 11)- يذكر الراوي الشيخ سالم بن ابراهيم أنه رأى إبهم هداره ا سميكة بعض الشيء وكأن بها شكوة صغيرة.
    (12 )- على هذه الرواية يكون هداره قد ولد سنة 1254هـ/1838م إن قلنا أنه توفي سنة 1958م كما سبق ذكره.
    ( 13)-أنظر: - علي سالم الفقير،هداره الصليح الأسطورة،مجلة الملقى العدد الثاني مارس أبريل ماي 1998م،مديرية الثقافة،تيندوف-الجزائر.صص7-10.
    ( 14)-أنظر: - مونيكا زاك،الولد الذي عاش مع النعام،مطبعة القصبة،الجزائر،2007م.

    اعداد الأستاذ
    تواقين أحمد ولد سيدي علي الجكني
    أستاذ سابق لمادة الفلسفة
    -قراءة في روايات قصة المُعَمِّر الذي عاش مع طيور النعام
    سيدي امحمد الملقب بهدَّارَه بن آكريمش الإدِّيشلي
    رحمه الله تعالى
    حمير
    حمير


    المساهمات : 27
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    قصة هدارة Empty نقل اخر

    مُساهمة  حمير الثلاثاء سبتمبر 07, 2010 9:22 am

    حياة « هدارة ».. الطفل الذي احتضنه النعام
    رواية مقتبسة عن قصة حقيقيّة لحكاية شعبيّة شفوية عن غلام تربى مع النعام, حدثت فصولها السرياليّة في منطقة الصحراء الغربيّة بالصحراء الإفريقيّة الكبرى.
    شهدت الساحة الأدبيّة العربيّة ظهور رواية جديدة من الحكايا الشفويّة الشعبيّة، من تأليف الصحفيّة السويديّة «مونيكا زاك»، حملت عنوان: «الولد الذي عاش مع النعام»، عن حياة الطفل « هدارة » من منطقة الصحراء الغربيّة الذي عاش عدّة سنوات مع سرب من طائر النعام. قصّة هدارة التي استوحتها الكاتبة السويديّة من قصّة حقيقيّة حدثت لأحد الأطفال من منطقة الصحراء الغربيّة، التي يعيش معظم أهلها كلاجئين في مخيّمات مدينة تندوف الجزائريّة، جعلت أسطورة «طرزان» و«موجلي» الغربيّتين، وقصة «حيّ بن يقظان» العربيّة لابن طفيل، تبدو قصصا خرافيّة، مقارنة مع القصّة الحقيقيّة للطفل « هدارة »، الذي عاش بالفعل هذه التجربة الإنسانية الغريبة، التي لا يزال أهل الصحراء الغربيّة يروونها حتى الآن، وفي مقدّمهم أبناء هدارة نفسه، الذين يقصّون قصّة أبيهم «ابن النعام» على الجميع. وقد طبعت الرواية «بدار القصبة للنشر» في الجزائر سنة 2007 في إطار فعاليّات «الجزائر عاصمة الثقافة العربيّة»، تنفيذا لمشروع «ألف كتاب» الذي رصد ميزانية كبرى لتعزيز الثقافة العربيّة وزيادة نسبة المقروئيّة باللغة العربيّة في الجزائر، كما قامت بترجمة هذه الرواية إلى اللغة العربية المترجمة «راوية مرة». «مونيكا زاك» مؤلّفة هذه الرواية هي صحفيّة سويديّة تعمل لمصلحة جريدة «جلوب» السويديّة من الجزائر، كانت تهتم بنشر الحكايا الشعبيّة التي تروى في الجزائر عن السحر والجنّ، عبر خبرتها الصحفيّة وطبيعتها الاستشراقيّة، وكانت تجمع هذه الحكايات لتؤسّس قاعدة خياليّة كافية لإبداع رواية تصف وترسم وتقدّم شخصيات عاشت حياة سرياليّة خياليّة، فسمعت بقصّة الطفل هدارة ، وقرّرت البحث حوله وعن حياته، وجمعت كلّ المادّة المتوافرة حوله، حيث قام التلفزيون الجزائريّ بإعداد روبورتاج صحفيّ مهمّ عن قصّة هدارة ، واندهشت «مونيكا زاك» كثيرا عندما أرشدها الناس في الصحراء الغربيّة إلى «أحمدو هدارة » ابن « هدارة ابن النعام»، حيث تحوّلت القصّة في ذهنها من الخيال إلى واقع يسرده أحمدو هدارة أقرب الناس إلى الراحل هدارة ، الذي تتحدث عنه كلّ أسرة في الصحراء الغربيّة.
    حكاية الولد الغريب
    وتحكي قصة حياته المليئة بالأحداث الغريبة. هدارة ... ابن النعام قصّة « هدارة » - أو «حضارة» كما جاء اسمه في بعض صفحات الرواية - الولد غريب الأطوار الذي قضى فترة من حياته كنعامة، إنّه هدارة الولد الذي يركض دائما في عرض الصحراء ويرقص رقصة النعام، الرجل النباتيّ الذي لم يأكل اللحوم طيلة حياته، وتحبه الغزلان والإبل، كان يأكل النباتات وأوراق الأشجار، وعائلته سرب من النعام، عاش معها ليحميها بعد أن أحبّته، حيث كان يمنع الناس من صيد النعام أو سرقة بيض النعام، أحبّ فتاة تدعى خروبة وأنجب منها أربعة أبناء، ثلاثة صبية وبنتاً جميلة، همهم الركض في الصحراء وأن يرقصوا رقصة النعام، وقد وصّاهم هدارة بحبّ طائر النعام الذي لا يخون الإنسان أبدا، فكيف أصبح هذا الرجل ابن النعام، ولماذا تحولت حياته على هذا النحو الغريب فأصبح مختلفا عن بقيّة سكّان الصحراء الغربيّة. فقدان هدارة الصبي لأمه .. مأساة أم نعمة؟ بدأت حكاية هدارة طفلا صغيرا مع رحيل قبيلته الصحراوية بحثا عن الكلأ والماء في منطقة الصحراء الغربيّة، حيث كانت أمّه فاطمة تركب به ناقة في قطيع الإبل المسافر، فتخلّفت شيئا ما عن القطيع، وتأخّرت عنه بسبب اكتشافها لعشّ بيض النعام في مكان لم يره رجال القبيلة، فنزلت به أمّه ووضعته في عشّ البيض، ونادت صارخة أهل قبيلتها للعودة فلم يسمعوها، لكنّها لم تحسب حساب هروب ناقتها التي ما لبثت لحظات حتى هرولت مسرعة للهرب منها بعد نزولها مع هدارة ، فلحقت الأم المسكينة بالناقة التي كانت الوسيلة الوحيدة للسفر والترحال في الصحراء القاسية وتركت الطفل الرضيع هدارة ، ولم تكن تظنّ أنها لن تعود لتراه مرّة أخرى، حيث هبّت ريح كبيرة تسببت في ضياع أمّ هدارة نفسها، وكادت الأمّ أن تفقد حياتها هي الأخرى، لولا أن وجدها أهل قبيلتها بعد بحث مضن، وبحث كافّة أهل القرية رفقة المرأة المسكينة عن الطفل الصغير فلم يجدوه، ولما طالت فترة البحث رجّحوا وفاته إذ قدّروا عدم قدرته على تحمّل الجوع طوال تلك المدّة، لكنّ الطفل هدارة عاش بالفعل وسط النعام، وكانت أمّ فاطمة ترفض تصديق حقيقة وفاة ابنها هدارة ، وبقيت تبحث وحدها دون يأس لعلّ الولد يظهر خلف شجرة أو صخرة ما لكن دون جدوى.
    التوسل ليلاً ونهاراً
    وقد قرّرت قبيلتها أن تنصب الخيام بمكان قريب من الماء، فرجت فاطمة كبير القبيلة وقائدها العارف بأمور الصحراء، ويدعى «دولة»، وهو رجل زنجيّ طويل القامة ضخم الجثّة ملثّم الوجه لايظهر من وجهه سوى أنفه وعينيه الجاحظتين، وكان شيخ القبيلة «دولة» يدعو الله لها متوسّلا الفرج وطلب الماء والغذاء للقبيلة كلّها، فطلبت منه فاطمة أن يتوسّل إلى الله أيضا لتجد ابنها هدارة ، فقام دولة بالتوسّل لأجلها ليلا أمام أهل القرية جميعا لكن دون جدوى، رغم أنّ فاطمة ظلّت تنتظر طويلا ظهور البرهان والإشارة لعودة هدارة . كما أنّ النعام أخذ هدارة ابن فاطمة بعيدا في رحلته الصحراوية، للبحث عن مكان يحمي فيه النعام بيضه من البشر، وهو ما زاد من صعوبة العثور على الطفل الضالّ في عرض الصحراء الغربيّة، التي كانت تحتلها إسبانيا في تلك الفترة. وقد أثبتت الصحفيّة «مونيكا زاك» امتلاكها لخيال أدبيّ واسع، وقدرتها الصحفيّة على تقصّي الحقائق حول شخصيّة هدارة بطريقة احترافيّة كبيرة، حيث أحبّت زاك شخصيّة الرواية، وغاصت في أعماق بطلها «ابن النعام»، هدارة الذي دهشت زاك عند كلّ دقيقة وتفصيل في حياته المليئة بالأحداث الجميلة، كما استخدمت زاك الخيال لبناء قصة حياة النعام، والحوارات التي حدثت بين النعامات، حيث أعطت لكلّ نعامة اسما، وحاولت أن تجعل فصل حياة هدارة مع النعام الفصل الأهم في الرواية، ما دام هدارة يعتبرها أحبّ مخلوق عرفه وأحبّه طوال حياته.
    كانت النعامة تحمل هدارة على ظهرها، وكان الطفل المسكين الذي لا يحسن الركض والمشي، يتثبّث بيديه فوقها، شادا بأنامله الصغيرة شعرها على ظهرها، وكان هدارة كثير السقوط، وعند كلّ سقطة يكاد يموت من الألم، يصرخ صراخا حادا لا تستوعبه النعام، لكنّها تشعر به، فلا تتوقف النعام عن الجري والاختباء من البشر كلّما رأوهم، فأخفوا معهم الطفل هدارة ، وكانت النعامة ««ماكو»» أحنّ النعام عليه، عاملته معاملة الأمّ، تتركه يتمدّد على ريشها لتوفر له السرير الدافئ، وكانت كل نعامة تحاول التعرف عليه بفضول كبير فتعضه أو تلمسه فيبكي من الألم، وكانت أمه الجديدة «ماكو» تحدثه بالأفكار وتقول له: «أنا أمك»، فلا يستجيب، وكانت «ماكو» تهدد بقية النعامات أن تعود لعض هدارة ، فأحبها الطفل الصغير، المشكلة كلها كانت في «حوج» النعام زوج «ماكو»، الذي قرر التخلص من الصبي، لأنه عبء إضافيّ وليس من فصيل النعام، وقد كانت «ماكو» تطعم هدارة ، لكن «حوج» الذي عهدت له «ماكو» حراسة هدارة وقف متفرجا في الطفل هدارة الذي يكاد يموت عطشا وهو متجه صوب الواحة، ويتربّص به نسر ينتظر موته ليأكله، وتمنى «حوج» موت الطفل ليتخلص منه، لكن «ماكو» عادت مسرعة وأخذت هدارة إلى النبع ورمته في الماء ورفعت رأسه حتى لا يغرق، وأخذت تحميه حتى ذهب النسر، وما إن وجد هدارة الماء حتى بدأ يشرب ويشرب، وهو غير مدرك أنه كان موعداً ثانياً بينه وبين الموت، تفوق فيه هدارة مثل المرة الأولى، لكن بفضل النعامة «ماكو» التي صرخت في وجه «حوج» الذي خاب أمله في موت هدارة ، وهنا عادت «ماكو» لهدارة الذي قال لها: «أمي، اسمي هدارة »، ففوجئت «ماكو»، حيث حدّثها هدارة بأفكاره. تصالحت «ماكو» مع «حوج» الذي طلب الصفح بعد أن بنى لها عشاً جميلاً، وتعاشرت «ماكو» مع «حوج» لتبيض المزيد من البيض، كان عليها أن تضع البيض كلّ ثلاثة أيام، وأن ترقد طوال اليوم، لذلك بقيت «ماكو» خائفة وقلقة على مصير هدارة ، من سيطعمه النباتات والجذور والديدان والخنافس كما كانت تفعل هي؟، كما أن «حوج» بقي كارها لهدارة.
    سرب النسور
    عندما كانت «ماكو» تذهب لإحضار الطعام كان سرب النسور الذي يأكل بيض النعام متربصا ببيض «ماكو»، لتنقر البيض وتشرب ماءه وتنهي الحياة الموجودة داخل البيض، فثقبت النسور بيضة فانفلقت ثم نزلوا لشربها، فرآها هدارة الذي رفع يديه للمس النسور، لكن ما إن رفع يديه حتى طارت النسور فزعا، فغادرت النسور سماء المكان، والشيء نفسه حدث مع الفهد، الذي رغب في أكل بيض النعام، فأراد هدارة اللعب معه ففر فزعا، وشيئا فشيئا أصبح لهدارة مركزه في سرب النعام، وقيمة وفائدة جعلت «حوج» يعتمد عليه بسببها، ومع ذلك لم يزل الخطر كله، لأنّ صغار النعام بعد أن يفقس البيض، كانت طعاما للغربان، فالغراب لم يهرب عندما يلوح هدارة بيديه، ولا تهرب إلاّ بوقوف هدارة واتجاهه نحوها، كما رأى هدارة الأفعى ذات القرون فذهب ليلعب معها، وكانت الأفعى تهرب منه، وهنا تدخل «حوج» فقتل الأفعى بنقرة واحدة من فمه، وأصبح هدارة ابنا مفضّلا لدى «حوج» الذي أصبح يعتمد عليه كثيرا، ويحتاج إليه للقيام بالحراسة. منافع هدارة واعتناء «حوج» به، جعلت هدارة يستقيم ويكبر شيئا فشيئا، مقلدا النعام في كلّ شيء حتى أكل الحصي، غير أنّ المشكلة أنّ الحصي التي يأكلها النعام كانت تذوب، أما هدارة فقد كان يلقي الحصي مع برازه، وهنا احتار «حوج» و«ماكو»، كما أنّ هدارة لم يصبر للعطش لأيام طويلة مثل النعام، وكان يفرز الدموع من عينيه ويقوم بالبكاء كلما أحس بالعطش، فأدرك النعام أن هدارة يحتاج كثيرا إلى الماء، فأصبحت تذهب إلى برك الماء كلّ ثلاثة أيام، ولم تعد تخشى النسور والفهود بحضور هدارة .
    اكتشاف الذات
    كان هدارة ينام مع إخوته من النعام، ويأكل معهم، وكان يجمع عيدان الخشب والحصي، ويرسم في الرمل بالعيدان، ويلعب لعبا لاتعرفها النعام، ويتدحرج من الكثبان الرملية المرتفعة، وكان يلعب لعبة الاختباء التي لم يكن النعام يحبها على الإطلاق، حيث لا تلعب طيور النعام عادة، لكنّها كانت تفضل الرقص مع هدارة ، غير أنّ الأمر المحيّر للنعام، هو أنّ إخوة هدارة من النعام كانوا يكبرون بعد الشهر الثامن، أمّا هو فلم يكبر إلاّ بعد سنوات طويلة. تحول هدارة إلى صبي في الثانية عشرة من العمر، فوجد جدارا جبليا رسمت عليه نعامة، فأدرك أنه يستطيع أن يرسم بيديه أيضا على الصخور مثلما كان يرسم في الرمال بالعيدان، وأنّ هنالك من رسم النعام غيره، وبينما كان يمشي حتى وجد بقايا عظام وأمامها سوار، فأمسك السوار وعظّه ثمّ أدخله في معصمه، فتذكّر هدارة صورة ما وبلغه الحزن. أدركت «ماكو» ما حدث، ذهبت إليه وقالت: هدارة ، أنا أمك، فلما نام خلعت عنه «ماكو» السوار بصعوبة بمنقارها، وحفرت حفرة ثم دفنت السوار. وهكذا عاش هدارة مع النعام طوال هذه المدة متناسيا ذلك الإحساس الدفين الذي شعر به عندما رأى السوار، سوار أمه فاطمة، التي تأكد أنه سيراها يوما ما. هذا فصل من قصة هدارة الشهيرة، التي لا يعرفها العرب مثلما يعرفها الأوربيون بعد نشر الرواية من طرف الكاتبة السويدية «مونيكا زاك»، التي أضافت الكثير من الأحداث للقصة، لتصف أول لقاء بين هدارة والإنسان خارج بيئة النعام التي عرفها أولا، ثم لقاؤه بالسائح الأمريكيّ الذي علمه الكثير من الأشياء، ثم نجاته من الأسد الذي حاول افتراسه، ولقاؤه الحميميّ بأمّه فاطمة التي ظلّت تنتظر عودته الأكيدة كما أخبرها الداعية «دوله»، ولقاء هدارة بزوجته أمّ أبنائه، التي طلبت منه أن يكون مهرها غزالا جميلا من غزلان الواحات التي يصعب الإمساك بها في الصحراء. تختلف قصة هدارة عن القصص التي سبقتها كقصة «طرزان» و«موجلي» و«حيّ بن يقظان»، في أنّها حكاية واقعية أضافت حقيقة إمكان التعايش بين الإنسان والحيوان، في تجربة هذا الإنسان الذي كانت أرضه أشبه بالفضاء الخالي، فقد كانت الصحراء الإفريقيّة الكبرى أرضا سائبة تنتشر في عرضها القبائل، دون حام أو سلطة تنظم شؤون حياتهم القاسية، حيث كان الاحتلال الإسبانيّ كما الفرنسيّ، منشغلا عن حماية الأفراد، بنهمه الكبير في سرقة ثروات البلاد العربية الواقعة شمال إفريقيا، ولا تزال الكثير من روائع القصص الشعبية الشفوية تنتظر على الأقل من يدونها، وليس كتابتها في أعمال روائية لتأريخها وحفظها، كما فعلت زاك مع رواية ابن النعام، فلولا جهود الكاتبة الصحفيّة «مونيكا زاك» لكتابة هذه القصة، ربّما لم نكن لنحصل على هذه الرواية من أيّ كاتب عربيّ، بالرغم من أنّها اشتهرت في الأوساط الأدبية، وبفضل محبي السياحة والمغامرات، الذين يبحثون عن أسرار بني الإنسان في كلّ بقاع الأرض، ويقدمونها للناس ليطلعوا عليها، ويتعلموا من تاريخها.
    avatar
    djakmost


    المساهمات : 1
    تاريخ التسجيل : 19/09/2010

    قصة هدارة Empty رد: قصة هدارة

    مُساهمة  djakmost الأحد سبتمبر 19, 2010 12:42 am

    بارك الله فيك

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 3:48 am